الجمعة، 16 مارس 2012

الصدمة

في العلم النفسي الإنساني
يمر الإنسان بمراحل خمس بعد الصدمة
1:الإنكار
2:الغضب
3:المساومة
4:الإكتئاب
5:القبول
طبعا مدة كل مرحلة تختلف من شخص لأخر
و كل ما أسمع الموضوع دا أفتكر مشهد من مسلسل monk لما عرف إن الدكتور النفسي بتاعه هيتقاعد و يحول مرضاه لدكاترة تانية
مش هنسي أبدا مونك و هو بيمر بجميع المراحل ورا بعض هلال نص دقيقة و بعدين يعيدها تاني
كان مشهد يموت من الضحك
المهم المهم
الاحد 3/11
بعد رجوعي البيت كنت بأخد دش و سمعت حسني بتقول ألحق يا بابا خالتي بتقول إن ماما ماتت
{الإنكار}
أنا لنفسي:(ماتت إزاي دي المفروض تكون أتحسنت شوية .لا لا دي تلاقيها بتلعب معانا زي ما عملت في السعودية لما ماتت كام ساعة و بعدين صحيت تاني).
بعد ساعتين كلمت حسني في المستشفي
أنا: أيوة يا حسني ، إيه الاخبار عندك
حسني: إيه يعني
أنا: يعني ماما ماتت خلاص
حسني: أيوة ماتت (صوتها مخنوق)
أنا: آخر كلام
حسني: إيوة يابنتي أخر كلام، ايه دا!
أنا: طيب
لنفسي: لا بس ممكن تصحي تاني
الأحد بليل
{الغضب}
لنفسي: يعني إنتي جاية تموتي دلوقتي ما كان عندك من ثلاث سنيت في السعودية ،حد يطول يموت و هو بيعمل عمرة و في رمضان كمان ، دا إنتي غريبة اوي دائما تعملي حاجات غريبة في اوقات غريبة ، يعني إحنا لسه مدبسين في موضوع دخولك المستشفي و إنتي تقولي لا أنا هموت، لو كنتي فاكرة إنك بتريحينا من التعب تبقي غلطانة ، احنا عاوزين نتعب بقي ، أنا كنت عاوزة أقعد معاكي شوية قبل ما تموتي .
الإثنين قبل الغسل و الدفن
{المساومة}
خلاص ماما ماتت بجد ، بس ممكن تصحي دلوقتي ، يا رب تصحي تاني و أنا مش هزعلها تاني ابدا يا رب
و النبي يا رب تصحي زي السعودية، و هعاملها كويس و مش هعمل لها حاجة وحشة تاني و هستحمل منها كل شئ
الأربعاء بليل
بكلم عبدالرحمن
{الاكتئاب}
أنا قلبي بيوجعني أوي ، مكنتش متخيلة إني هزعل كدة ، في وجع صعب أوي مش قادرة استحمل، أخر كلام معاها كان خناقة يوم الخميس بليل لما زعقتلها و قولتلها أنا مش عاوزة حاجة منك تاني ماتشتريش حاجة مش عاوزة حاجة منك ، و دخلت نمت.
إزاي يكون دا آخر كلام مع أمي إزاي يكون أخر مرة أكلمها فيها تبقي كدبة لما قولتلها يوم الجمعة أنا مع إيمان عشان ماتزعلش إني روحت المعرض مع بابا و حسن ، لما تعبت و الكل نام بصتلي بصة صعبة اوي كإنها بتقولي (أخص عليكي يا فاطمة أنا تعبانة و إنتي سايباني كدة خلاص سبيبيني مش عاوزة منك حاجة) و بعدين بصت للناحية التانية
بجد كانت بصة صعبة اوي كانت متضايقة اوي و حزينة اوي و زعلانة مني اوي و تعبانة اوي
أنا كنت عاوزة أعملها مفاجأة يوم عيد الام و اعملها حفلة و أعملها تورتة. أجيبلها ورد و هدية لأول مرة، يعني يوم ما أحتفل بيها زي ما هي عاوزة تموت طب كانت ماتت بعدها باسبوعين بعد عيد الأم.
كنت عاوزة أعملها حاجة حلوة كنت عاوزة أفرحها عاوزاها سعيدة ، مش عشان الثواب، لكن عشانها هي عاوزاها تبقي سعيدة و فرحانة عاوزاها تنسي تعاسة حياتها كلها ، عاوزاها تبقي سعيدة علي الأقل قبل ما تموت ، حاسة إني بنت وحشة أوي أوي و إني كان المفروض أسعدها و محصلش دا ، أنا تعبانة جدا

الأربعاء بليل
محمد سمعني و أنا بتكلم مع عبدالرحمن و قالي بتعيطي ليه
محمد: يابنتي مكنتش زعلانة منك دي خبطت عليا قبل ما تتعب علي طول و كانت كويسة و شكلها صافي مننا مش زعلانة من حد.
أنا: لا كانت زعانة و فهمت إني كدبت عليها و عشان كدة ضغطها علي و تعبت
محمد: يابنتي لا ماتعبتش بسببك و لا كانت زعلانة منك أنا عارف
بابا:دي بعد ما طلعناها من العربية جريت للمقابر
محمد: ايوة انا لما شلتها كنت تعبان و مش قادر أشيل لكن لقيت رجلي بتخبط في اللي قدامي من السرعة كنا بجد بنجري و كانت خفيفة جدا جدا
بابا: شوفتي دا معناه إنها في الجنة إن شاء الله و إنها ماكنتش زعلانة من حد
الخميس بليل بعد ما قرايبنا مشيوا
اتكلمنا شوية عنها و بعدها ارتحت
{القبول}
لنفسي: ماما خلاص ماتت. و في الأن حياة جديدة مستنيانا ، يا رب أحمينا و أحرسنا من كل شر و صبرنا و وفقنا في حياتنا إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق